أخيرا.. نجح الفريق الأول لكرة القدم بالزمالك في تحقيق الفوز بتغلبه علي إنبي1/ صفر في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس في ستاد القاهرة في ختام الأسبوع رقم21 لمسابقة الدوري العام ليرفع رصيده إلي27 نقطة يبتعد بها عن المنطقة الخطرة في البطولة.. وليكسر فترة طويلة غابت فيها الانتصارات عنه وليحصل جهازه الفني بقيادة السويسري ميشيل دي كاستال ومحمود سعد وسامي الشيشيني علي الثقة مرة أخري.
سجل هدف المباراة الوحيد هاني سعيد في الدقيقة30 من الشوط الثاني.. وطرد الحكم سمير محمود عثمان أيمن سعيد لاعب خط وسط إنبي في الدقيقة24 بعد حصوله علي الانذار الثاني لعرقلة أحمد الميرغني.. ليحقق اللاعب رقما قياسيا في عدد مرات طرده هذا الموسم.
جاءت المباراة متوسطة المستوي في شوطها الأول.. جيدة في الثاني.. حماسية من لاعبي الزمالك الذين بذلوا أقصي ما لديهم من جهد لحصد نقاطها حتي لا يزداد موقفهم في بطولة الدوري العام سوءا!.
وبدأ الزمالك الشوط الأول بتشكيل مختلف لحد كبير ودفع الجهاز الفني بأكثر من لاعب لم يشارك في المباريات الماضية بصفة أساسية مثل عمرو عادل قلب الدفاع.. ومحمد عبدالله الظهير الأيمن.. وشريف أشرف المهاجم.. وعلاء علي لاعب الوسط المهاجم.. وأجري أكثر من تغيير في مراكز لاعبيه فشارك محمود فتح الله كظهير حر وهو مركزه الذي تألق فيه في غزل المحلة ـ ناديه السابق ـ وعاد صبري رحيل لمركزه كمدافع أيسر.. وبقي هاني سعيد كلاعب وسط مدافع مع أحمد الميرغني العائد من الإيقاف.
وتألقت المجموعة وبدا الانسجام ظاهرا بينهم رغم أن معظمهم يشاركون في تشكيل واحد لأول مرة.. ولكن غياب أصحاب النرجسية من النجوم منحهم ثقة كبيرة وزاد من رغبتهم واصرارهم في بذل الجهد لاثبات الذات.. والأهم من ذلك أنهم جميعا لم يجدوا أمامهم مفرا من تنفيذ الواجبات كاملة والالتزام بالتعليمات بشكل تام وشبه مطلق فارتفع الأداء.
ويكفي أن الزمالك تفوق في السيطرة لأول مرة منذ مباريات طويلة مضت.. وبدا أنه الأفضل في الحيازة والقدرة علي الاستحواذ ثم إن كل خطوطه بداية من المهاجم عبدالحليم علي نهاية بالمدافع محمود فتح الله وما بينهما أحمد الميرغني وهاني سعيد التزموا بتنفيذ الضغط.. بل ان الزمالك بدا في فترات عديدة في اللقاء وكأنه ينفذ أصعب أنواعه الذي يتمثل في الضغط العالي الذي يبدأ بالمهاجمين.
ولم يكن من الغريب أن يمتلك الزمالك الكرة لفترات طويلة وأن يجد المنافس صعوبة في التمرير رغم ما ضمه من لاعبين أصحاب مهارة ونجوم يجيدون في المواجهات الفردية. ولكن الضغط الذي مارسه الزمالك أغلق مساحات كثيرة في الملعب وأفقد المنافس القدرة علي التمرير بسهولة فلم يختبر عبدالواحد السيد في الشوط الأول إلا في الدقيقة35 عندما أطلق ديفونيه قذيفة قوية حولها الحارس المتألق الذي أصبح الأول علي المستوي المحلي والأحق بحراسة المنتخب الوطني لضربة ركنية.
وفي المقابل فإن الزمالك لم تكن له إلا فرصة من تسديدة للنجم الصاعد صاحب الأداء القوي الرائع أحمد الميرغني وحولها مهدي سليمان حارس انبي لضربة ركنية ببراعة ليبقي السؤال قائما.. لماذا فشل الزمالك في صناعة فرص حقيقية علي مرمي منافسه رغم امتلاكه للكرة معظم فترات الشوط الأول.
والإجابة تتعلق بمجموعة الواجبات الدفاعية التي أعطاها لاعبو الزمالك قمة أولوياتهم ووضعوها علي أقصي اهتماماتهم مما أثر علي قدرتهم من التحول للدفاع إلي الهجوم ثم ان المساندة من ظهيري الجنب لم تكن جيدة ولا تقدم بشكل مؤثر في الفترات التي امتلك فيها الزمالك الكرة.. ثم ان حالة البطء التي كان عليها هاني سعيد حدت لحد ما من سرعة بناء الهجمة وهو ما اضطر علاء علي للتأخر للخلف كثيرا للاستلام.
ورغم ذلك حاول عبدالحليم علي واجتهد.. وتحرك شريف أشرف عرضيا.. وفي المقابل فإن ديفونيه وجد صعوبات كبيرة في التفوق علي عمرو عادل وعمرو الصفتي لينتهي الشوط الأول صفر/صفر.
وتغير الوضع في الشوط الثاني الذي بدأه الزمالك بهجوم مكثف بدا من خلاله أن أسلوب لعب الزمالك اختلف لحد كبير والواجبات تبدلت والحذر الدفاعي تلاشي.. تغيرت الأولويات فبدلا من قيام صبري رحيل برقابة أحمد المحمدي.. ومحمد عبدالله بغلق المساحات أمام عبدالله رجب كان علي مدافعي إنبي منع تقدم ثلاثي الزمالك للمساندة علاء علي ومحمد عبدالله وصبري رحيل بعدما ضغط الثلاثي علي لاعبي إنبي في وسط ملعبهم مما دفع خط وسطه للتراجع للمساندة الدفاعية.. وتقاربت خطوط الزمالك بشكل كبير.
ولعب أحمد الميرغني الدور الأكبر عندما نجح باقتدار في اعادة الكرة لسيطرة الزمالك عند فقدها.. وأدي عبدالحليم علي مباراة رائعة وبذل جهدا كبيرا.. وسدد في الدقيقة الخامسة كرة قوية انقذها المهدي باقتدار.
وفي ظل تقارب خطوط الزمالك صنع الفريق جبهات هجومية غابت عنه طويلا.. وشكل علاء علي مع صبري رحيل ثنائيا في الناحية اليسري وفتح محمد عبدالله جبهة يمني للزمالك.
واهتز إنبي وتعرض أيمن سعيد للطرد في الدقيقة24 بعد عرقلته لأحمد الميرغني ليسيطر الزمالك علي المباراة تماما.. ورغم ذلك كاد يسجل ديفونيه عندما قاد هجمة مرتدة بمجهود فردي واخترق بالكرة وراوغ كل ما قابله وسدد قذيفة انقذها عبدالواحد السيد لترتد ليستحوذ عليها أحمد الميرغني ويراوغ مصطفي جعفر بهدوء شديد يستحق عليه تحية الجماهير بعدما انقذ مرماه من فرصة سهلة للتهديف.
ويكثف الزمالك ضغطه ويتأثر انبي بخروج أيمن سعيد ويتحول هاني سعيد لأشبه بلاعب وسط مهاجم وتأتي الدقيقة30 ليرسل المتألق علاء علي عرضية تمر من الجميع لتصل لهاني سعيد علي بعد ياردات من المرمي يتسلمها ويهيئها ويسدد بثقة واقتدار في الزاوية البعيدة مسجلا هدف المباراة الوحيد.
ويحاول إنبي التعادل ولكن جدية الزمالك ورغبته في الحفاظ علي الفوز والخروج به منحه التفوق لينتهي اللقاء1/ صفر. ويحصد الزمالك ثلاث نقاط طال انتظارها.